بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًاۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾
في غيابك يا سيد الكلمة...
أقبل محرّم، شهر الحزن والدمعة،
لكن هذا العام...
كأنّ عاشوراء تفتقد أحد أبنائها،
كأنّ صدى زينب ممزوجٌ بالدمع،
كأنّ العباس لم يعد يهمس للفرات،
كأنّ الحسين يصرخ: هل من ناصرٍ ينصرنا؟
في هذا العام، خلت المجالس من حضورك وصوتك الهادر.
من كلماتك التي كانت تهزّ الوجدان،
وتربط بين كربلاء وجنين،
بين زينب وأسيرات السجون،
بين صرخة العاشر والقدس.
غبتَ يا سيد...
لكن صوتك ينبض حياةً في قلوبنا، في دعائنا، في مجالسنا،
في العيون الخاشعة، في العبرات، في الذكريات.
يا ابن الزهراء... أنت الوعد الصادق.
علّمتنا أن الحسين ليس دمعةً فقط...
بل موقف، وثورة، ومشروع.
تدمع أعيننا،
وتنتفض أرواحنا...
وهدير صوتك يصرخ فينا: هيهات منا الذلة.
في البحرين، كما في غزة، والضاحية، وصنعاء...
كان صوتك يوحّد، يربط، يُلهب.
حتى في المنع... بقي النداء.
حتى في القمع... بقي الأثر.
حتى في الصمت... بقي صوتك يعلو.
ما تركتك يا حسين.
تبكيك العيون، وترثيك المنابر والقصائد، كما بكتك زينب في صمت سبايا الطف، وكما دعا لك زين العابدين بدموع الأسر والغربة.
لم تكن مجرد زعيم،
بل كنت ضميرًا، وذاكرةً،
وصوت كربلاء الخالد منذ زمن الأنبياء.
كنت دمعة الحسين،
وحكمة عليّ،
وصبر زينب،
وغيرة العباس.
واليوم، نفتقدك...
نفتقد خطابك، حضورك، ودعاءك،
لكننا نعلم، يا سيد،
أن من سار على درب كربلاء لا يموت... بل يُخلَّد.
وستبقى رايتك مرفوعةً في الثغور.
علمتنا يا سيد الكلمة...
أن كربلاء اليوم هي فلسطين المحتلة،
هي غزة والضفة،
هي جنوب لبنان والجولان،
هي كل أرضٍ يُهجَّر أهلها،
وتُشرّد نساؤها،
ويُقتل أطفالها،
وتُهدَّم بيوتها...
سلامٌ عليك يوم وُلدت،
ويوم صرخت في وجه الطغاة،
ويوم ارتقيت شهيدًا إلى ربك، راضيًا مرضيًا.
السلام على من أحيا فينا الحسين،
وزرع في قلوبنا الوعي، والكرامة، والحب والولاء.
وقبل أن ترتقي شهيدًا، كنت تقول:
(نحن لا نُهزم... عندما ننتصر ننتصر، وعندما نُستشهد ننتصر).
فالسلام عليك يا سيد الكلمة ما بقي الليل والنهار.
✍️ المحب لك: أحمد رضي
محرم 1447 هـ
https://www.instagram.com/reel/DLpDT6KtLTf/?igsh=YnE1NXoyYmFvMTN4