عظَّم الله أجوركم بهذا المصاب الجلل، ورحم الله السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين برحمته الواسعة.
في هذا اليوم الحزين، لا تكفي الكلمات للتعبير عن مشاعر الألم.. قلوبنا تنبض بالحزن والأسى مع شعب لبنان المقاوم ومع كل أحرار العالم، ونعيش هذا الفقد بكل تفاصيله مهما تباعدت بيننا المسافات.
وفي هذا المصاب الجلل، دعا علماء البحرين شعبنا العزيز إلى التعبير عن وفائهم لنهج السيد الأمين عبر تنظيم فعاليات رمزية، كالمسيرات، وارتداء السواد، وإعلان الحداد، والتبرع بالصدقات، وإقامة الصلوات والمجالس الحسينية والقرآنية. وهذه الفعاليات البسيطة تأكيد على العلاقة الروحية والفكرية العميقة التي تجمع بين شعب البحرين وبين سماحة السيد.
السيد الأمين لم يكن قائدٌ أو زعيم فقط، بل كان صوتًا للحق ورمزًا للصمود في وجه الظلم والطغيان، وكان حضوره طاغيًا حين غاب الآخرون. ولذلك كان السيد حسن نصر الله حاضرًا في ذاكرة البحرينيين في كل محطة من محطات نضالهم، منذ الحراك الشعبي عام 2011، حين كان من أوائل القادة الذين عبروا عن تضامنهم مع الشعب البحريني، وأدان القمع والاستبداد، ودعا لدعم المطالب العادلة ورفض التدخل العسكري. كما كان صوته حاضرًا في معارك المقاومة ضد الاحتلال، فكم كانت فرحتنا عظيمة بانتصاراته، وكأنها انتصاراتنا، وكيف كانت صوره وكلماته رمزًا للتحدي، رغم كل التضييق.
مظاهر الحب للسيد لم تقتصر على الكلمات، بل تجسدت في مواقف لا تُمحى من ذاكرة الوطن، من رفع صوره في المسيرات رغم القمع، إلى ترديد كلماته في المساجد والمجالس الحسينية، وإعلاء دعوات النصر للمقاومة في كل مناسبة. وبينما يُلاحَق الأحرار بسبب تأييدهم له، لا تزال بعض الأنظمة تصر على علاقتها الذليلة بالكيان الصهيوني.
السيد الأمين.. كان معنا في ثورتنا، كان معنا في دعائنا وصلاتنا، كان معنا في أقبية السجون ومسيرات التضامن مع فلسطين ولبنان، كان معنا في منازلنا ومجالسنا ومآتمنا.. وقف مع شعبنا في نضاله، وأيّد مطالبه العادلة، ودعا للوحدة والسلمية.. كان معنا ولن يغيب أبدًا.
رسالة شعب البحرين لشعب لبنان المقاوم: إن سماحة السيد حسن نصر الله لم يكن مجرد قائد سياسي، بل هو رمز لمقاومة الأمة ضد الظلم والاستكبار، وحضوره في قلوب الأحرار لا يمكن أن يُمحى بأي إجراء قمعي.. وأننا معكم بالسراء والضراء.
رحم الله السيد الأمين ورفيق دربه، وأسكنهم فسيح جناته، وألهم ذويهم ومحبيهم الصبر والسلوان.
اللهم تقبّلهم في الشهداء، وارفع مقامهم مع النبيين والصديقين، وألهم أمّتنا الصبر والثبات على نهج المقاومة.