وأشار أحمد رضي في حوار مع وكالة أنباء فارس إلى ربط بين تطورات الأحداث الأخيرة في البحرين بالتطورات الإقليمية موضحا: تتصل الأحداث الأخيرة في البحرين بشكل كبير بالتطورات الإقليمية التي تشهدها المنطقة، حيث يُظهر الشارع البحريني اهتمامًا متزايدًا بالقضايا السياسية والوطنية، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها العالم العربي. وقال الإعلامي البحريني: لقد شهدنا مؤخرًا ارتفاعًا في تعاطف الناس مع القضايا الإنسانية، مثل ما يحدث في غزة ولبنان. يشعر الكثيرون أن هذه الأحداث ليست بعيدة عن واقعهم اليومي، حيث إن تأثيرها يتعدى الجغرافيا ليشمل الشعور بالانتماء إلى قضايا الأمة.وأردف قائلا: تُظهر الآراء المتعددة في المجتمع البحريني، بمرجعياته الدينية والسياسية المختلفة، رغبة قوية في الحفاظ على الحقوق الأساسية، واعتقال العلماء أو تقييد مظاهر التضامن مع تلك القضايا يُعتبر مؤشرًا على سياسة أمنية لا تراعي الحقوق والحريات الأساسية؛ لذلك محاولات النظام البحريني بمنع التجمعات والمسيرات، زادت من الوعي الشعبي حول أهمية التعبير عن الرأي والدفاع عن الحريات.لذلك، أرى أن الحل يكمن في حوار جاد يحترم حقوق المواطنين. من المهم أن نُعزز التواصل بين مختلف الأطراف في المجتمع، بحيث يتمكن الجميع من التعبير عن آرائهم بحرية، وبشكل سلمي دون مخالفة القانون العام.وفيما يخص تأثير التطبيع على الأمن الداخلي والخارجي في البحرين أكد أحمد رضي: العلاقات المتنامية بين البحرين وإسرائيل هي موضوع نقاش كبير في الأوساط المحلية والإقليمية. البحرين، بفضل موقعها الجغرافي وأهميتها الاستراتيجية، تواجه تحديات في تحقيق التوازن بين الانخراط في العلاقات الدولية والحفاظ على الأمن الداخلي.
ومضى قائلا: من ناحية الأمن الداخلي، يظهر الرفض الشعبي للتطبيع في بعض الأوساط، خاصة من قبل بعض التيارات التي تعبر عن تضامنها مع القضية الفلسطينية. بينما تسعى الحكومة إلى توضيح مزايا التطبيع من ناحية التعاون الاقتصادي والدبلوماسي، يظل الرفض الشعبي قلقًا يجب التعامل معه بحساسية. وأضاف الإعلامي البحريني: على الصعيد الإقليمي، يمكن أن تؤثر العلاقات الجديدة على التوازنات الاستراتيجية في المنطقة، خاصة مع دول مثل إيران التي تعتبر التطبيع تهديدًا لمصالحها. ومع ذلك، هناك قلق من أن التوترات قد تُستغل كذريعة لتعزيز القبضة الأمنية من قبل النظام البحريني، مما قد يؤدي إلى تفاقم الاحتقان الاجتماعي. إن الحفاظ على التوازن بين الأمن والحريات أمر بالغ الأهمية، حيث إن استخدام الحلول الأمنية فقط لا يمكن أن يُفضي إلى الاستقرار على المدى الطويل.وعن تأثيرالتداعيات الإقليمية للتطبيع على البحرين أوضح رضي: عندما نتحدث عن التداعيات الإقليمية، يجب أن نكون واعين بأن التطبيع مع إسرائيل يُنظر إليه من قبل الكثيرين على أنه أمر يحتاج إلى معالجة حساسة. وتابع بالقول: الدول المجاورة، بما في ذلك إيران، قد ترى في هذا التطبيع تهديدًا استراتيجيًا، وهذا يستدعي النظر في كيفية حماية مصالح البحرين الوطنية في هذا السياق المعقد.
وأردف أحمد رضي قائلا: تواجد القواعد العسكرية الأمريكية، مثل قاعدة الأسطول الخامس، يُضيف بعدًا آخر من التعقيد على الأمن الوطني. في حال حدوث أي تصعيد في المنطقة، قد تتعرض البحرين لضغوط نتيجة تحالفاتها الإقليمية والدولية. لذلك، من الضروري التفكير في كيفية بناء سياسة خارجية تستند إلى التوازن والحوار، ومن المهم أن نبحث في كيفية تعزيز الحوار الإقليمي وتطوير استراتيجيات قائمة على التفاهم المتبادل، مما يُساعد في تقليل مخاطر التوتر.وفي معرض اجابته على سؤال كيف يعكس التضامن الشعبي مع القضايا العربية موقف الشعب البحريني تجاه التطبيع أكد الإعلامي البحريني: الشعب البحريني معروف بتاريخه الطويل في دعم القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. هذا التضامن يعكس الروابط الثقافية والدينية العميقة مع الشعوب العربية والإسلامية والايمان بحقوق الشعوب بتقرير المصير، وهو ما يظهر بوضوح من خلال الاحتجاجات السلمية والتعبير عن الآراء عبر وسائل الإعلام المختلفة، حيث يسعى الكثيرون إلى التعبيرعن مشاعرهم تجاه القضايا الإنسانية.لكن في ظل وجود بعض القيود الأمنية، من المهم أن يتم التعامل مع هذه التحركات الشعبية بطريقة متوازنة تحترم حقوق الجميع في التعبير السلمي وتفادي أي توترات داخلية.
واختتم أحمد رضي تصريحه مشددا: التفاهم المتبادل بين الشعب والسلطات يظل هو المفتاح لضمان استقرار البحرين الاجتماعي والسياسي. لذا من الضروري أن تُتاح الفرصة للجميع للتعبير عن آرائهم ومطالبهم بطريقة سلمية، وأن يتم الاستماع إليهم بجدية، لأن قمع الحريات السياسية والدينية يُنذر بعواقب وخيمة على الاستقرار الاجتماعي، وفقط الحوار المفتوح يمكن أن يسهم في تقليل الفجوة بين الحكومة والشعب، مما يحقق التفاهم والاستقرار.الحوار: . معصومة فروزان#الشعب_البحريني_غزة_لبنان_التجمعات#الإعلامي_أحمد_رضي
لقراءة الحوار كاملا: