عاجل

رحلة بين العقل والجنون: مراجعة لفيلم 'دماغ مشتعل' المستوحى من القصة الحقيقية لسوزانا كاهلان

رحلة بين العقل والجنون:

مراجعة لفيلم 'دماغ مشتعل' المستوحى من القصة الحقيقية لسوزانا كاهلان.


كيف يمكن لصحفية ناجحة أن تجد نفسها فجأة محاصرة بأعراض غريبة وغير مفسرة؟ فيلم 'دماغ مشتعل' يروي القصة الحقيقية لسوزانا كاهلان وصراعها مع مرض نادر ومخيف.
الفيلم "دماغ مشتعل" مقتبس من كتاب مذكرات بعنوان "Brain on Fire" كتبتها الصحفية الأمريكية سوزانا كاهلان. يحكي الكتاب عن تجربتها مع مرض مناعي ذاتي نادر أصاب دماغها، مما أدى إلى تدهور حالتها الصحية بشكل كبير وتسبب في نوبات غريبة لها.
يروي الكتاب والفيلم كيف تحولت حياتها من صحفية ناجحة إلى مريضة تعاني من أعراض سلوكية وعصبية غير مفسرة، بدءاً من تنميل في اليدين ونوبات من النسيان إلى نوبات صراخ هستيرية وهلاوس متواصلة، وحتى شلل بدون سبب طبي واضح. بفضل دعم عائلتها وشريكها، وطبيب الأعصاب السوري الأمريكي د. سهيل نجار، الذي نجح في تشخيص حالتها وعلاجها، تمكنت سوزانا من الشفاء والعودة إلى حياتها.

الكتاب يجسد التجربة الإنسانية بكل ما فيها من ألم وأمل، ويعد أحد أكثر الكتب مبيعاً وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز. زاد الكتاب من شهرة القصة وجذب الانتباه إلى قضايا المرضى الذين يعانون من أمراض نادرة وغير مشخصة بشكل صحيح. الفيلم، مثل المذكرات، يحمل رسالة قوية عن الأمل والإصرار على الحياة، وأهمية التشخيص الطبي الدقيق في علاج الأمراض النادرة.
فيلم "دماغ مشتعل" يتميز بأداء تمثيلي حساس يعكس التحولات العاطفية لسوزانا، ويُبرز دور الدكتور نجار كمُنقذ. كما يُظهر أن قوة الإرادة والدعم العائلي والطبي يمكنهما التصدي للأمراض النادرة. يسرد الفيلم رحلة سوزانا مع التهاب الدماغ، مسلطًا الضوء على كيف يمكن للأمل والإصرار تجاوز أصعب العقبات. يوضح الفيلم أهمية التشخيص الدقيق والعلاج المناسب، ويشجع على التعاطف مع مرضى الاضطرابات الصحية وفهم التحديات التي يواجهونها بشكل أعمق.
سوزانا كاهلان الآن أم لتوأم وكاتبة ناجحة، ومرضها في حالة خمول منذ تعافيها. تجربتها تشكل مصدر إلهام للعديد من القراء والمشاهدين حول العالم.
الخلاصة: "دماغ مشتعل" ليس مجرد مذكرات، بل قصة ملهمة عن التعافي من المرض، تبرز أهمية الأمل والصبر والحب ودور الدعم المعنوي في الظروف الصعبة.

.
.
*(اقتباس): دماغ مشتعل- سوزان كهالان: ‏"المرض رغم قسوته قد يكون اختبارًا صادقًا لعلاقة الإنسان بعائلته ومحيطه وقبل كل شيء ذاته، وقد يكون محفزًا لأسئلة عميقة عن الحياة والهوية والصداقة والحب."

‎@scahalan

للمشاركة:


Ahmed Radhi
Ahmed Radhi
أحمد رضي - كاتب صحفي وإعلامي مستقل، مملكة البحرين. * مراسل إعلامي سابق لقناة المنار الفضائية، ومتعاون مع العديد من المحطات الإعلامية. * مدون إلكتروني ناشط، وله كتابات سياسية واجتماعية وفكرية منشورة بالصحافة المحلية والعربية والمواقع الإلكترونية. * ناشط حقوقي للدفاع عن حرية الصحافة والإعلام وحقوق الإنسان وكشف الانتهاكات النظام الحقوقية. * عضو بجماعة ١٩ الإعلامية المهتمة بالدفاع عن حرية الرأي والتعبير وقضايا الإعلاميين. * عضو سابق بمرصد البحرين لحقوق الإنسان، وعضو بمنظّمة فرونت لاين ديفندرز (مراسلون بلا حدود). * عضو بلجنة دعم الصحفيين. * تعرض إلى الاعتقال ثلاث مرات عام 1995 آبان الانتفاضة الشعبية، وعام 2012 و2014 بسبب نشاطه الإعلامي، وتم منعه من السفر لخارج البحرين عدة مرات، وحالياً يمارس نشاطه الإعلامي في ظل ظروف صعبة وغير آمنة.



للإشتراك في النشرة البريدية 📩