بقلم- أحمد رضي:
تلقيت اتصالاً هاتفياً من والد أحد شهداء البحرين الأعزاء بعد قراءته مقالي الموجز الذي نُشِرَ قبل أيام حول غياب ذكر الشهداء والمعتقلين عن خطاب عاشوراء. وفي هذا الاتصال، أعرب والد الشهيد عن شكره لي على المقال، وفي الوقت نفسه أبدى انزعاجه من تجاهل الخطباء والقنوات الإعلامية لذكرى شهداء البحرين، الذين قدموا أرواحهم من أجل حرية الوطن وكرامة الشعب، وعلى طريق الإمام الحسين عليه السلام.
ويصرح والد الشهيد بحرقة قلب قائلا: هؤلاء أبناؤنا بذلوا أرواحهم من أجلكم، وشاركوا معكم في المسيرات والاحتجاجات، وضحوا لحريتكم.. وهم يستحقون منكم الذكرى دائما. وهم أحياء عند ربهم، وعلينا أن نحيي ذكراهم أسوة بالشعوب التي تقدر شهداؤها ولا ننسى المعتقلين والجرحى أيضا. ويلفت والد الشهيد النظر لأهمية طرح قضية الشهداء وتضحياتهم بكل وسائل الإعلام وتفعيل كل الوسائل الممكنة لعدم نسيانهم لدى الأفراد والخطباء والساسة والحقوقيين والقنوات الإعلامية (انتهى كلام والد الشهيد).
والحقيقة المؤلمة برأيي هي أن الكثير من شهداء البحرين طوال عهود النضال (من الستينات وحتى الآن) الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية والكرامة يتم تجاهلهم ونسيانهم مع محاولات بتزييف التاريخ الوطني، وقليلة هي المؤلفات أو الوثائقيات التي تخلد ذكراهم، رغم أنهم قدموا أغلى ما يملكون، وبذلوا حياتهم من أجل حريتنا وكرامتنا، لهذا يجب أن تكون ذكراهم حية في قلوبنا وفي ذاكرة الأجيال القادمة.. وعندما نتذكر الشهداء فإننا نقف بجانب القيم والمبادئ التي كانوا يدافعون عنها، وندافع عنها بكل الوسائل الممكنة.
وفي مرحلة العدالة الانتقالية لا بد من تشريعات تضمن محاسبة القتلة والمعذبين ومن ثبت قيامهم بانتهاكات جسيمة، وتنصف الضحايا وعوائلهم المنكوبة، فالحق لا يسقط بالتقادم.. وإذا كانت الأحزاب السياسية أو القنوات الإعلامية تتجاهل ملف الشهداء لأسباب ما، فعلينا جميعا أن نعمل على تفعيل أدوات الإعلام الأخرى لإحياء ذكرى الشهداء وضمان عدم نسيانهم، سواء كان ذلك من خلال الكتابة والتحدث عنهم وتوثيق نضالهم أو تنظيم الفعاليات والأنشطة التي تخلد ذكراهم من أجل الوصول إلى وطن يحترم حقوق الإنسان ويعمل على تحقيق العدالة والحرية والكرامة للجميع.. فهل نكون على قدر المسئولية ونحمل الأمانة للجيل القادم أم لا ؟!