عاجل

من أجل وطن آمن وحر

بقلم- أحمد رضي (ناشط إعلامي):

تأملت هذه الصورة العجيبة لهذا الشاب البحريني الجريح وهو يرفع علامة النصر.. إبتسامته تزرع في قلبك القوة والأمل رغم الألم وقسوة الواقع.. هي إرادة الحياة والتوق للحرية والتطلع لعالم بعيد عن العنف والقمع.
هذه الصورة أدمعت عيني وسط مشاعر جياشة بالحب والامتنان لهؤلاء الجرحى، فهذا الشاب المجهول تعرض لإصابة بسلاح الشوزن المحرم دولياً أثناء قمع المتظاهرين بميدان الحرية عام ٢٠١١.. ونتج عنه قتل لسبعة مواطنين خلال أسبوع وجرح المئات، وكانت صدمة كبيرة للمجتمع البحريني المسالم.
وسلاح "الشوزن" محظور دولياً، حيث ينص البروتوكول الأول الملحق بالاتفاقية الدولية لتحريم بعض الأسلحة التقليدية على تحريم استخدام "الشوزن"، كون البروتوكول (يحذر استعمال أي سلاح يكون أثره الرئيسي إحداث جراح في جسم الإنسان بشظايا لا يمكن الكشف عنها بالأشعة السينية).
وهذا النوع من الأسلحة التقليدية كان يستخدم في صيد الحيوانات والطيور، ويمنع استخدامه مع الإنسان وبالأخص المحتجين.
ومن المؤسف أن تساهم بعض الدول الأجنبية بإمداد البحرين بالأسلحة والذخائر رغم علمها بأنها تستخدم لقمع الاحتجاجات الشعبية.
تتحمل وزارة الداخلية المسئولية عن علاج المعتقلين المرضى والجرحى وتوفير البيئة الصحية لهم، وإهمال علاجهم أدى لسقوط العديد من الضحايا كالشهيد محمد سهوان الذي أصيب ب 80 شظية من رصاص الشوزن بمنطقة الرأس والرقبة، ولم يتم علاجه طوال سنوات حتى لحظة رحيله رحمه الله.
من واجبنا الإنساني/الإعلامي مناهضة العنف والتعذيب والقتل خارج القانون، والعمل على ضمان حقوق المعتقلين وعدم حرمانهم من حق العلاج أو المحاكمة العادلة وفق مواثيق حقوق الإنسان والتشريعات الدولية.
ختاما: لسان حال هذا الشاب المبتسم رغم جراحه.. أننا كمواطنين نسعى أن نكون أحرار آمنين في وطن يحترم الإنسان ويصون حقوقه وحرياته في ظل دولة القانون.

للمشاركة:


Ahmed Radhi
Ahmed Radhi
أحمد رضي - كاتب صحفي وإعلامي مستقل، مملكة البحرين. * مراسل إعلامي سابق لقناة المنار الفضائية، ومتعاون مع العديد من المحطات الإعلامية. * مدون إلكتروني ناشط، وله كتابات سياسية واجتماعية وفكرية منشورة بالصحافة المحلية والعربية والمواقع الإلكترونية. * ناشط حقوقي للدفاع عن حرية الصحافة والإعلام وحقوق الإنسان وكشف الانتهاكات النظام الحقوقية. * عضو بجماعة ١٩ الإعلامية المهتمة بالدفاع عن حرية الرأي والتعبير وقضايا الإعلاميين. * عضو سابق بمرصد البحرين لحقوق الإنسان، وعضو بمنظّمة فرونت لاين ديفندرز (مراسلون بلا حدود). * عضو بلجنة دعم الصحفيين. * تعرض إلى الاعتقال ثلاث مرات عام 1995 آبان الانتفاضة الشعبية، وعام 2012 و2014 بسبب نشاطه الإعلامي، وتم منعه من السفر لخارج البحرين عدة مرات، وحالياً يمارس نشاطه الإعلامي في ظل ظروف صعبة وغير آمنة.



للإشتراك في النشرة البريدية 📩