بقلم: أحمد رضي.
للأطفال حضور كبير في مدرسة كربلاء.. يتعلمون منها دروس الايثار والشجاعة والوفاء والمحبة والأخلاق والقيم الإنسانية التي جسدها سيد شهداء الجنة الإمام الحسين بن علي ع عبر تضحيته وبطولته الخالدة.
الصغار مرهفي الحس ذو ضمير راق.. يتألمون ويبكون مع أطفال كربلاء الصغار الذين وقفوا مع أبيهم وعمهم.. يفجعون بقصص مطاردة الأطفال وقتلهم بوحشية من قبل جيش بني آمية، أو حين تم ضربهن وتقييدهن بمسيرة طويلة وصولا للشام. أو عندما ينوي الأخ شرب ماء فإنه يتذكر عطش وجوع الإمام الحسين مع أهل بيته.. فيصبر ويتحمل ويتأسى ويتعلم.
أنها ليست مجرد معركة تاريخية بل هي ثورة تحمل رسالة من أجل سمو الإنسان وإعلاء كلمة الله في الأرض.. وهي تمثل علاقة روحية وعاطفية فريدة من نوعها مع الله سبحانه وتعالى.
كربلاء.. رسالة السماء لأهل الأرض.. ونداء إلهي رفعه الإمام الحسين ع لإصلاح أمته وفق رسالة جده النبي محمد ص.. وبالتالي كربلاء ليست مجرد طقوس وشعائر أو عواطف ودموع بل هي مدرسة تربوية وأخلاقية يعيشها المسلم بقلبه وروحه في أخلاقه وسلوكه وحياته اليومية قدر الإمكان.
أتركوا أولادكم في مجالس الحسين ع... يخدمون عباد الله بصدق ومحبة، ويشاركون بمسيرات الحزن والولاء، ويطعمون الصغير والكبير بركة دائمة.. وأن لا ينساهم الخطباء فبعضهم أيتام وآخرين ذو قلوب بريئة بحاجة لكلمة طيبة أو لمسة أب وحنان أم.. قلوبهم صادقة وضمائرهم صفحات بيضاء.. أطفال الحسين ع هم الجيل الناشئ والأمل القادم.