بقلم- أحمد رضي:
إذا أردت أن تقرأ قصة كفاح الإنسان وأوضاع الطبقة الفقيرة وأحوالها الانسانية والاقتصادية في البحرين.. فعليك بقراءة هذه الرواية الجميلة، وهي موجهة للصغار والكبار معاً، وتبث في النفس جرعات الأمل والقوة وتحدي الصعاب. وقد استمتعت بقراءتها، وأنصح الجميع بقراءة هذه الرواية الجميلة لما تحويه من قيم ومشاعر وأحوال إنسانية واجتماعية واقتصادية قد يعيشها أي مجتمع عربي.
عنوان الرواية رمزي جداً ويعرفه أهل البحرين خصوصاً، فالعربانه هي ذاتها العربة التي يجرها الشاب بالأسواق ويحمل بها البضائع كمصدر للرزق، وهي مرتبطة بالفقر والحاجة للمال بسبب ضعف الحالة الاقتصادية. وخط سير الأحداث بالرواية كان متصاعد ومتوازن نوعاً ما، وكانت هناك أحداث ومحطات زمنية طاغية أكثر من غيرها.. ولكن ظل عنصر الاثارة والتشويق هو الرابط الجامع بين كل محطة زمنية.
الرواية بدت أقرب للسيرة الذاتية بسبب تركيزها على تجربة الشاب عباس تحديداً وعائلته بصورة أقل، ونجح الكاتب في مزج الأحداث الزمنية بين أجواء الخيال والواقع، كمرآة عاكسة لأحوال الذات والعائلة والقرية والوطن عموماً. كما تضمنت الرواية برأيي نقد غير مباشر لحالة التفكك الأسري، المناهج الدراسية، الفقر والبطالة وغيرها. وفي نفس الوقت فهي تستثير فيك نزعة التعاطف والتفهم لحالات إنسانية مغايرة لرؤية المجتمع، وتجعلك تقترب منها وتستقرأ الحالة للنفسية لبطل الرواية والمشاعر المتنوعة كالحب والإهمال والقسوة والوحدة النفسية والغربة عن الوطن.
المؤلف نجح في طرح عبارات خاصة وكلمات رمزية من واقع القرية البحرانية، ولكنه استطرد كثيراً في وصف بعض الأحداث التي خاضها بطل الرواية عباس كوصف لبيئة العمل والآلات الصناعية والمدينة الصينية، وأرى أن الرسائل العاطفية التي تبادلها عباس وحبيبته.. أعطت الرواية طابع جميل رغم انتهاء علاقتهم لاحقاً بصورة درامية.
ختاماً.. الرواية كأول مشروع كتابة للصديق ماهر عباس جميلة وممتعة وتستحق القراءة والتأمل. قد اختلف أو اتفق معه حول بعض النقاط، ولكن هذا لا يقلل من جمالية الرواية وأحداثها الزمنية التي تجعلك تقرأ أحوال الذات والعائلة والمجتمع في خط زمني متصاعد لا يخلو من الإثارة والتشويق وصور الثقافة المحلية والخارجية من وحي خيال أو تجارب المؤلف.