قراءة في كتاب:
ثقوب في ذاكرة الجزائر
المؤلف: محمد علي طاهر
طباعة: مؤسسة الإمارات للإعلام
الطبعة الأولى 2005
الكتاب عبارة عن سلسلة مقالات وحوارات نشرتها جريدة "الاتحاد" الاماراتية، وهي تتلمس خريطة المواجع الجزائرية الممتدة فوق مساحة نصف قرن، وتهدف لتعريف القارئ العربي على صفحات منسية من تاريخ الجزائر في مرحلة الثورة أو ما بعد انتصارها، أو مرحلة بناء الدولة أو مرحلة ما بعد الارهاب "عشرية العنف" في تاريخ الجزائر الوطني.
يشير المؤلف في مقدمة كتابه.. أنه في الخامس من يوليو 1962 انتزع الثوار الجزائريون استقلالهم من فرنسا، فيما بات يعرف في الأدبيات السياسية ب"ثورة المليون شهيد" التي تعتبر بحق أشرس وأعنف حدث تحرر وطني عرفته شعوب العالم.
وكشف المؤلف عن جراحات الجزائر التي سببها الاستعمار الفرنسي ومنها.. 18 تجربة تفجير ذري فرنسية في قلب صحرائها، جاءت بنتائج كارثية على الإنسان والبيئة، ناهيك عما رافقها من ممارسات يندى لها الجبين، تخطت كل حدود الشرائع والقوانين في بشاعتها وحقدها وسوداويتها اللإنسانية.. وهذه التجارب أدت لسقوط مئات القتلى بشكل مباشر وآلاف الاصابات واحداث كوارث اشعاعية تفوق بأضعاف مضاعفة "كارثة تشرنوبيل" النووية السوفيتية.. كما تواصل إسرائيل اتهاماتها للجزائر بتصنيع قنبلة ذرية.
والأمر المؤلم أن فرنسا في خضم تجاربها النووية لم تكتفي بوضع عينات من مختلف الحيوانات والطيور والنباتات والمياه والأغذية لمعرفة تأثير الاشعاعات فيها.. بل حشرت 200 سجين ومعتقل من المجاهدين الجزائرين اضافة الى عشرات النساء الحوامل والصبيان والشيوخ.. جريمة بشعة ومخجلة ضد الإنسانية.
كما يتطرق الكتاب إلى جانب مضيئ من العلاقات العربية الجزائرية، تمثل في مشاركة 30 ألف جندي جزائري في القتال على الجبهتين المصرية والسورية في مواجهة إسرائيل (سقط منهم ألف شهيد).
وتحدث الكاتب أيضا عن تركيبة الجزائر الاجتماعية والثقافية، مشيرا لوضع الثقافة والمثقفين الجزائرين خلال وبعد الثورة واشكالية الامازيغية، ودور الاستعمار في اذكاء نار الفتنة بين العرب والبربر، بالاضافة لحوار خاص حول انتشار مذهب الإباضية ومساهمة أبناءه في ثورة الجزائر وانفتاحهم مع المذاهب الاسلامية.