تأليف: علي رهنما
816 صفحة
الكتاب جهد موسوعي غنيّ بالمعلومات وتفاصيل حياة المفكر الراحل الدكتور علي شريعتي.. سيرة سياسية نضالية تاريخية مليئة بالإنجاز والنجاح والاحباط ومشاعر الوحدة والسجن والمطاردة والعذاب الجسدي والألم النفسي.. شريعتي شخصية تحترمها وتحبها سواء اتفقت أو اختلفت معه، سيبقى علامة مهمة بتاريخ آيران والثورة والفكر الإسلامي.الكتاب مكون من 23 فصلاّ تناولت مختلف جوانب حياة الدكتور علي شريعتي ومشواره السياسي، ويمكن اعتبار الكتاب كأفضل مرجع لتوثيق حياة علي شريعتي، حيث اعتمد على مصادر كثيرة وشهادات لمقربين وأصدقاء عاصروا شريعتي، وكان بالإمكان أن يكون الكتاب مثالياً لو أنه نشر نسخ من الرسائل والوثائق والصور المتعلقة بمواد الكتاب وشخصياته وأحداثه.
المؤلف هو علي رهنما (مواليد 1952، العمر 67 سنة) وهو اقتصادي ومؤرخ إيراني، وأستاذ علوم الاقتصاد بالجامعة الأمريكية في باريس. (عن ويكيبيديا). يوثق المؤلف بداية النشاط السياسي لشريعتي مع بداية عمله الحزبي 1950، كما كان معروفاً في دوائر مشهد السياسية والإسلامية إبان حركة تأميم النفط وبعد الانقلاب على مصدق. وباشر عمله في جامعة مشهد 1966 وقدم أول محاضرة بحسينية الإرشاد 1968 بدعوة من الشيخ مرتضى مطهري الذي أعجب به ولكنه اختلف معه لاحقاً. أشار المؤلف أن لكتابات شريعتي تأثير كبير على الشباب الثائر والحركات الفدائية والمنظمات السياسية اليسارية والإسلامية، وتأثره بالمدرسة الصوفية والعرفان، وعلاقته ببعض المفكرين مثل لويس ماسينيون وفرانز فانون وسارتر وغيرهم.
كشف المؤلف دور شريعتي في حسينية الإرشاد التي لعبت دوراً كبيراً بالحراك الثقافي والسياسي والتنشئة الحزبية للشباب، بالإضافة إلى دوره كمعلم في جامعة مشهد وحب الطلبة له، وعلاقته بالمفكر جلال آل أحمد، وصداقته القويّة مع بازركان ومحمد بهشتي والسيد حكيمي (الذي كلفه شريعتي بتنقيح ومراجعة كتبه) ومصطفى شمران (من المؤسسين لحركة المحرومين أمل) وآخرين.
ذكر المؤلف أن الراحل علي شريعتي توفى بسبب أزمة قلبية وفق التقرير الطبي (26 يونيو 1977)، ولم يؤكد نبأ قتله على يد مخابرات الشاه حسب الرأي السائد.
دفن المرحوم شريعتي في جوار السيدة زينب عليها السلام بدمشق سوريا، وتقدّم السيّد موسى الصّدر (مؤسّس حركة المحرومين اللبنانيّة) للصلاة على جثمانه، مجازفاً بجنسيته الإيرانيّة التي سحبت منه.. وبعد عامين من رحيل شريعتي انتصرت الثورة الإسلامية.
