قراءة: أحمد رضي (كاتب بحريني)
الناشر: دار المحجة البيضاء، بيروت، لبنان.
الطبعة الأولى 2017 (318 صفحة).
الكتاب عبارة عن دراسة حول الجذور التاريخية لبعض المراسم العاشورائية والإلتباسات التي يختلف عليها المجتمع، ويهدف المؤلف إلى تحصين عاشوراء من التحريف المتعمد والحصار من قبل أعدائها أو من المغالاة المذمومة.. ومحاولة تبيان الإشكاليات للتقليل من التناقض وعقلنة الاختلاف وبناء جسر حوار بين المختلفين بعيداً عن التعصب أو الانحياز، عبر استنطاق العديد من آراء الفقهاء والنقاد والجمهور العام.
قدم المؤلف بعض الاقتراحات أو الوصايا التي قالها بعض الفقهاء والمخلصين تحصيناً لعاشوراء ونصائح للذين يحيونها وخاصة الخطباء والقراء.. وهي تستحق النظر والتطبيق فعلا.
اعتمد المؤلف في بحثه على قراءة وتحليل آراء الفقهاء والنقاد والجمهور العام حول المشاكل والملاحظات التي تتعلق بإحياء مراسم عاشوراء وطقوسها المختلفة بسبب تنوع الثقافات ودرجة الوعي والإلتزام الديني وتطور الأساليب والطرق والإمكانيات والوسائل.. وقد بلغت مصادر الكتاب القيم على أكثر من 200 مصدر.. وهو يميل للاسلوب التوفيقي والمناقشة العلمية الهادئة، وقد استعرض بكتابه العديد من الملفات والقضايا الهامة المتعلقة بالشعائر والسيرة الحسينية.
تنبع أهمية الكتاب ومواضيعه في كونه يمثل خطاب صريح وهادئ يناقش قضايا هامة متعلقة بالشعائر والسيرة الحسينية كونها تمثل أهمية دينية وسياسية للواقع الإسلامي والشيعي تحديداً.. وتحتاج لمعالجة موضوعية جادة.. وتصلح مادة الكتاب ومسائله القيّمة كمادة للحوار الجماعي والنقاش بين الجمهور والخطباء والقراء والمؤسسات الدينية، والداعين لتنقية السيرة الحسينية من التحريف والتزوير والغلو.. أنصحكم بقراءة الكتاب بشدة.