بقلم: أحمد رضي (كاتب بحريني).
٢٦ ديسمبر ٢٠١٨
والجدير بالذكر أنني وضعت تحدي بعام 2017 لقراءة 100 كتاب ولم أتممه لأسباب عديدة، ويبدو لي أن 50 كتاباً هو المعدل المناسب للقراءة العامة المتنوعة.. بمعدل 4 كتب شهرياً على الأقل، مع إمكانية زيادة عدد الكتب وسرعة القراءة دون فقدان التركيز المطلوب.
وفيما يلي مجالات القراءة التي كنت مهتماً بها: (أدب السجون، الأدب والشعر، الاقتصاد، البحرين، التطوير الذاتي، التوعية الصحية، السياسة، السينما، العقيدة، الكتب والقراءة، بحوث ودراسات، تاريخ، روايات، فكر وثقافة، فلسفة، قصص، كونيات، ما وراء الطبيعة، مقالات، موسوعات).
وخلال القراءة تعلمت وتعرفت على أمور كثيرة في شتى المجالات، وازدادت ذخيرتي اللغوية، وتحسّن أسلوبي ومهاراتي بالتعبير والكتابة طبعاً.
كما خلقت القراءة لدي دافع فكري ونهم نفسي كبير لمزيد من القراءة والمطالعة.. القراءة رحلة عبر التاريخ لمعرفة علوم الأولين وآراء المفكرين وتجارب المبدعين.. القراءة تحدي لأنفسنا لاكتشاف المزيد من العلوم والمعارف وفك غوامض النفس والكون والعالم من حولنا.
وخلال رحلة القراءة توقفت كثيراً لأتامل واقع الحال وأقارنه بالصورة المثالية الجميلة المطلوبة، كما جاءت لحظات تفاعل مع كتب وقصص وعوالم مجهولة تركت أثراً في عقلي ونفسي.. حتى أكتشف المزيد مما أجهله خلال سنوات عمري القصيرة.. لأعرف المزيد عن نفسي وربي وأسرار هذا الوجود المليء بالغرائب والعجائب.
وخلال القراءة.. تعرضت لحالات انفعال عاطفي مع قصص إنسانية تجعلك تتأثر عاطفياً بها وتتألم وربما تبكي.. القلب يقرأ معك ويتبصر أمور بطريقته الخاصة ليصل لبر الأمان ومنطقة اليقين.. القراءة تولد لديك حالة شغف لمعرفة نفسك واكتشاف العالم وخالق الوجود.. رحلة ممتعة وجميلة تتطلب عقل حاضر وقلب مفتوح مع الصبر والتأمل.
والجميل أنك تقرأ وتقرأ حتى تكتسب قوة المعرفة لتكون أكبر من الجاهل الذي لا يتعلم وأقوى من الطغاة الذين يكررون الأخطاء عبر التاريخ.. وكما قال المرحوم المفكر علي شريعتي: (إن شئت التمرد على الديكتاتورية وعدم الرضوخ للظلم، ما عليك سوى أن تقرأ وتقرأ وتقرأ).
تقرأ لأن حياتك مثل صفحات الكتاب قد تنتهي دون أن تصل لنهاية المعرفة وعين اليقين، ولكنك حتما اقتربت من المعرفة وتبحرت بعلوم الأولين والمفكرين والعظماء، واستمتعت بالسفر لعوالم جديدة جعلها الزمن والتطور بدون حدود وقيود.
القراءة إلتزام معرفي وليست هواية أو عادة بالأساس، تعزز قيمك الأخلاقية وتوسع آفاق تفكيرك وثقافتك وتجعلك إنسان حي متفاعل مع الناس ومهتم بقضاياهم وهمومهم الاجتماعية وتنمي شعورك وإحساسك الإنساني.
القراءة فعل واعي وخيالي وثوري تفتح لك مسارات عقلية لا محدودة، خيال يتجاوز الواقع ويرفض المألوف، وتجعلك أكثر تحرراً من القوالب النمطية والعادات الجاهلية بالمجتمع.
ختاماً.. سأواصل القراءة ما دمت حياً.. أقرأ حتى أكون موجوداً.. أقرأ وأكتب حتى أتنفس الحرية.
موقعي في goodreads:
قائمة الكتب التي قرأتها في 2018: